نسعى لتكون الدبلوماسية الإنسانية مساراً لتجنب النزاعات المسلحة وتعزيز التنمية المستدامة
ـــ الانتصار للإنسانية بحماية ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية
ــ ما يحصل في غزة اختراق سافر لمبادئ القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية
ــ تضميد الجراحات بفتح حوار مباشر مع المنظمات الإقليمية والدولية
أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” الدكتور صالح بن حمد التويجري؛ أهمية أن تكون الدبلوماسية الإنسانية هي المسار لحل الخلافات السياسية وتجنب النزاعات المسلحة، والدعوة إلى تنمية مستدامة تحقق الأمن والأمان للبشرية ، ونشر مبدأ التسامح وقبول الآخر ، إحتراماً للكرامة الإنسانية؛ مشيراً في كلمة في إفتتاح الدورة الـ 48 للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في فندق داما يوم 26 يونيو 2024م بحضور وزيرة الإدارة المحلية والبيئة في الجمهورية العربية السورية إلى أن ما يحصل في قطاع غزة من اعتداءات سافرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي هو اختراق سافر لمبادئ القانون الدولي الإنساني وللمعاهدات والإتفاقيات الدولية؛ مشدداً على أهمية فتح حوار مباشر مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية والدولية لتضميد الجراحات ووقف نزيف الدم؛ مضيفاً نحن مطالبون بالانتصار للإنسانية بحماية ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية والاستجابة لمتطلباتها إن حدثت.
وفيما يلي نص كلمة الأمين العام:
كم نستشعر عظم المسؤولية الإنسانية ، ونحن نلتقي على الأرض السورية العربية في ضيافة كريمة من الهلال الأحمر السوري – عضو المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، لنبدأ فعاليات الدورة 48 للهيئة العامة للمنظمة، وكأننا من هذه القاعة نسمع صدى صراخ الأطفال والثكالى وكبار السن من ضحايا النزاعات المسلحة في أكثر من قطر عربي ، وتحوم حول نواظرنا صور مؤلمة للجرحى وللقتلى من تلك النزاعات ، وضحايا الجفاف والتصحر و الفياضانات والزلازل، وما خلفته من دمار ومن سوء تغذية وأمراضها المصاحبة. ويأتي الوضع المأساوي في قطاع غزة الذي بدأ من السابع من إكتوبر 2023 على مدى 260 يوماً، لينفرد بأزمة إنسانية مركبة، حيث أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة يعيشون تحت وابل قذائف جوية وأرضية، وتشريد وحرمان من أبسط متطلبات المعيشة ، كذلك شح في الغذاء وفي الماء وفي الدواء ، وفقدان للأمن والأمان بالإضافة الى دمار شامل لمساكن المدنيين وللمنشآت المدنية ومقار التعليم والخدمات الصحية ، ومخيمات الإيواء ، ومنع لدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية لقطاع غزة ، وعرقلة ما يعبر منها إلى حيث المحتاجين، في إختراق سافر لمباديء القانون الدولي الإنساني ، وللمعاهدات والإتفاقيات الدولية ، التي يبرزها التقرير المقدم بين أيديكم من إعداد فريق خبراء قانونيين متخصصين من المركز العربي للقانون الدولي الإنساني التابع للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
السيدات والسادة : ونحن نلتقي اليوم نمثل الشريحة العظمى من المهتمين بالأوضاع الإنسانية ، بل نحن في حركتنا الدولية لنا السبق في تأسيس مؤسسة عالمية تعنى بالشأن الإنساني ، من خلال معاهدات وإتفاقيات دولية وقعت عليها والتزمت بها الدول المتعاقدة الأعضاء في الأمم المتحدة ، وعليه فإن حركتنا هي الأقدم في تاريخ تأسيسها ، والأقوى في تكوينها ، كونها خرجت من رحم تعاهد أممي . وإستناداً لهذا التميز لحركتنا الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ، فإننا مطالبون قبل غيرنا لننتصر للإنسانية، بحماية ضحايا الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، والسعي إلى الحد من الكوارث فضلا عن الإستجابة لمتطلباتها عند حدوثها. وعلينا أن نرفع شعار حركتنا ، ليكون صوت الإنسانية أعلى من كل صوت ينشر الكراهية والدمار ، وأن نفتح حواراً مباشراً مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية منها والدولية المعنية بالشأن الإنساني، ومع صناع القرار السياسي ، وأن نعمل مع شركاؤنا في ميدان الإنسانية ، لتضميد الجراح البدنية والنفسية ، ووقف نزيف الدم ، تفعيلاً لرسالة حركتنا ومبادئها الأساسية ، ولنسعى لتكون الدبلوماسية الإنسانية هي المسار لحل الخلافات السياسية وتجنب النزاعات المسلحة، والدعوة إلى تنمية مستدامة تحقق الأمن والأمان للبشرية ، ونشر مبدأ التسامح وقبول الآخر ، إحتراماً للكرامة الإنسانية.
معالي الوزير ، السيدات والسادة: تلك إشارات لما يجول في ضمائرنا جميعًا من ألم إغتيال الإنسانية، ومن رجاء وتطلع إلى تحقيق الكرامة الآدمية ، لينتهي إجتماعنا هذا إلى قرارات ومخرجات تحقق رسالة حركتنا الدولية.
وقبل الختام لا يفوتني أن أسدي الشكر أجزله إلى الهلال الأحمر السوري ممثلة برئاسة الأخ العزيز المهندس / خالد حبوباتي وطواقمه من موظفين ومتطوعين ومن حسن الإستقبال والتنظيم وكرم الضيافة ، وشكر خاص إلى حكومة الجمهورية العربية السورية على التسهيلات ورعايتها لهذا اللقاء التي وفرتها لعقد هذا الإجتماع وتهيئة الظروف التي ساعدت كثيراً على تنظيمه وإدارته ، مما سينعكس – بمشيئة الله – على نقاشاته ومخرجاته. والشكر موصول لكم ايها الزملاء الكرام على تلبية الدعوة ومشاركتنا حضوريا أو عبر الإتصال المرئي ، متطلعين إلى حوار فعالٍ يخرج بقرارات واضحة تصب في مصلحة ضحايا الكوارث في منطقتنا العربية للحفاظ على كرامتهم الإنسانية.