منذ اكثر من (15) عاما مضت ،تعرف عماد صباح على الهلال الاحمر العراقي ،حينها كان يعمل في محل للتسوق حينما التقى بمتطوع اخر ،يقوم بجمع التبرعات للنازحين من مدينة الانبار ،ليصبح بعد ذلك احد ابرز المتطوعين واكثرهم حضورا وفاعلية ،بعد ان شارك في اغلب الاعمال الانسانية التي رافقت الاحداث الامنية الصعبة التي مر بها العراق ،عماد الذي لايفارق حقيبة الاسعاف الاولي ،تركت انامله اثارا على مئات الجروح ،وكان سببا في تسكين الالم ،وانقاذ الارواح .
(العمدة )كما يطلق عليه زملائه ،من مواليد بغداد 1983 ، وحصل على شهادة الاعدادية ،ثم تلقى عدد من الدورات في الاسعاف الاولي ،والدعم النفسي ،وادارة الكوارث وغيرها من الخبرات العملية في العمل الانساني ،يقود فريق للاسعاف الاولي في فرع بغداد ،اكبر فروع الهلال الاحمر العراقي ، يعمل الان قائدا لاحد الفرق الميدانية التي تساعد في انقاذ المصابين في ساحة التحرير في بغداد ،منذ اندلاع التظاهرات فيها،ويستمر عمله مع زملائه لاكثر من (18) ساعة متواصله يوميا ،يقول عماد ” من الغريب اني لا اشعر بالتعب في عملي ،فانا اعمل بشكل مستمر ولا ارغب في مغادرته ،للعمل الانساني لذة تنسيني اي التزام اخر ” ويضيف عماد ” منذ بداية التظاهرات ولحد الان نحن متواجدون في ساحة التحرير ، ونقوم بمعالجة المصابين ميدانيا ، وكذلك ننقل الاصابات الحرجة بسيارات الاسعاف الى المستشفيات ، كما يقوم زملاؤنا بمسااعدة الطواقم الطبية في المستشفيات ” ويعمل عماد وزملائه على معالجة المصابين في الميدان ،من اجل انقاذهم والتخفيف عن المستشفيات التي اكتضت بالمصابين خلال الايام الاخيرة ، ويقول مدير القسم الصحي في الهلال الاحمر العراقي الدكتور مجيد ” ان عماد ورفاقه يرفضون ترك العمل حتى في وقت استراحتهم ، ويصرون على البقاء في الميدان لساعات طويلة ،وهم يقومون بتقديم العلاج والاسعاف الاولي للمصابين “.
ومنذ بداية التظاهرات ولحد الان ساهم عماد ورفاقه ،بانقاذ المئات من المصابين ،للحصول على المكافئة التي يريد عماد الحصول عليها وهي كما يقول “ان المكافئة التي نحصل عليها لا يحصل عليها الكثير ،فما نتلقاه من الناس من عبارات الشكر والحب لن يحصل عليه غيرنا ” ويضيف ” اننا لا نعرف الناس الذين نقدم لهم مساعدة وهم لا يعرفون الا شعارنا ،نكمل عملنا في مساعدتهم وننتقل الى غيرهم ممن يحتاج الى المساعدة ،فهم يحفظون لنا انقاذ ارواحهم ،ونحن ننشغل بغيرهم “.
انتقل (العمدة ) مؤخرا الى حياة جديدة بعد ان عقد قرانه على متطوعة تعمل في ميدان اخر ،قد تمضي منه على ستة ساعات يوميا ،بعد ان يقضي الثمانية عشر الاخرى مع فريق الاسعاف الاولي.
المصدر: الهلال الأحمر العراقي