الرئيسية / حوارات / د.مطلق الحديد في حوار ل معكم: نثمّن مبادرة “آركو” بإطلاق صندوق للطوارئ والكوارث

د.مطلق الحديد في حوار ل معكم: نثمّن مبادرة “آركو” بإطلاق صندوق للطوارئ والكوارث

  • ثمّن مبادرة “آركو” بإطلاق صندوق للطوارئ والكوارث
  • د. الحديد: مأسسة العمل الإنساني بتأهيل الكوادر المحلية لتؤدي مهامها وفق أسس علمية
  • لسنا بحاجة إلى خبراء من الخارج ليشرحوا لنا كيفية تسيير العمل الإنساني
  • منع نشوب الحروب والنزاعات المسلحة بالتدخلات الدبلوماسية الاستباقية
  • 40 % من سكان الأردن لاجئون ووافدون

حاوره: مختار العوض / بشير بوزيان الرحماني

ثمّن معالي رئيس جمعية الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد بن مطلق الحديد؛ مبادرة الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو” بإطلاق صندوق للكوارث والطوارئ؛ مؤكداً على أهميته في التخفيف من أضرار الكوارث وتعزيز الاستجابة الإنسانية للمتضررين منها؛ وكذلك المراكز التخصصية بالأمانة وطالب بتعاونها مع الجمعيات الوطنية حسب تميزها وخبرتها في مجال معين من مجالات العمل الإنساني.
ودعا معاليه في حوار أجرته معه مجلة “معكم” الصادرة عن الأمانة العامة للمنظمة العربية؛ لمأسسة العمل الإنساني من خلال تأهيل الكوادر المحلية لتؤدي مهامها وفق أسس علمية مدروسة منعاً لأي ازدواجية أو تضارب في عملهم؛ مشيراً إلى أن العمل الإنساني ليس فزعة؛ ما يحتم العمل على توطينه؛ وقال: نحن لسنا في حاجة إلى خبراء يشرحوا لنا كيفية تسيير العمل الإنساني إذ لدينا كفاءات كثيرة علينا العمل على تأهيلها باكتساب المهارات اللازمة وتوظيفها للتعامل مع الكوارث وتقديم الخدمات الإنسانية.

فإلى مضابط الحوار مع معاليه:
معالي د. محمد الحديد أنتم قامة سامقة وسجل ثري حافل في العمل الإنساني.. كيف يرى معاليكم العمل الإنساني وتحدياته؟
نحن في حاجة لتكثيف جهودنا في مجال العمل الإنساني لأننا نلاحظ أن حالات ضحايا النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وغيرها في ازدياد؛ وحجم التجاوب مع هذه الحالات أقل بكثير؛ مما يعني أن الاستجابة أقل مما هو مطلوب؛ ونحن نلمس ألم ومعاناة اللاجئ في كل مكان؛ ومعروف أن أي شخص يغادر مكان إقامته يواجه هناك ضغوطات؛ لذلك علينا أن نكثف هذه الجهود ونعمل سوياً من أجل تخفيف هذه المعاناة؛ ولكن بالمجمل في العمل الإنساني نحن نقوم بما نستطيع؛ هناك أناس نذروا أنفسهم لهذا العمل ويقومون به بشكل ممتاز؛ ولكن للأسف مهما فعلنا تظل الحاجة أكثر بكثير مما نقدمه.

وافقت الهيئة العامة للمنظمة على إطلاق صندوق الكوارث والطوارئ.. كيف ترى أهميته في مساعدة المتضررين من الأزمات والكوارث في المنطقة العربية؟كانت هناك مبادرة من المجموعة العربية بأن يكون هناك صندوق للطوارئ؛ وتعد مبادرة المنظمة بإطلاق الصندوق ممتازة من شأنها أن تخفّف على الجهات المتضررة؛ لأنه في العادة أسوأ وقت للكارثة هو الساعات الأولى لحدوثها؛ فإذا كانت هناك استجابة سريعة من هذا الصندوق لدعم الجهة التي هي بحاجة يخفف كثيراً وينقذ أرواح؛ وهي مبادرة ممتازة من الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بإنشاء هذا الصندوق؛ ونأمل أن تكون هناك استجابة من العالم العربي والعالم الإسلامي وأهل الخير؛ وأعلم أن هناك نحو 600 مليار دولار موجودة للزكاة ونتطلع إلى أن نصل إلى جزء من هذا المبلغ حتى نستطيع أن نقوم بنشاطاتنا لدعم الإنسان في مكان تواجده وسد حاجاته.

تستضيف المملكة الأردنية الهاشمية على أرضها مئات آلاف اللاجئين من عدة دول؛ وجمعية الهلال الأحمر الأردني تقوم بدور فاعل في خدمة هؤلاء.. هل لكم أن تحدثونا عن الجهود الموجهة للأخوة السوريين وكيف ترون العمل القائم على رعايتهم؟ وكيف ترون معاليكم دور المؤسسات الدولية المانحة في توفير الدعم المطلوب لكم لتتمكنوا من توفير الاحتياجات الأساسية للاجئين السوريين؟
40 % من الناس الذين نشاهدهم في الشارع الأردني هم غير أردنيين؛ لدينا عدد كبير من اللاجئين والوافدين الذين يعملون في الأردن؛ هناك مليونين ومائتي ألف لاجئ فلسطيني مسجلين في الأردن؛ هؤلاء لا يطلق عليهم لاجئون لأنهم ليسوا مسجلين رسمياً بهذا الاسم؛ ولكنهم مسجلين في الوكالة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين الأونروا؛ لهم حقوقهم وواجبات؛ الأردن لا يتعامل معهم كلاجئين كونهم مسجلين في الأونروا وتم تهجيرهم من بيوتهم وبلدهم؛ إضافة لذلك عندنا مليون و300 ألف سوري فقط منهم 650 ألف مسجلين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبقية الباقية لا يريدون أن يكونوا مسجلين فيها؛ وهم يعملون في مجال تشييد المباني وغير ذلك في الأردن؛ إضافة للسودانيين واليمنيين واللبنانيين والعراقيين؛ يعني حدث ولا حرج بشأن الأعداد الكبيرة جداً في الأردن المعروف بمحدودية الموارد خاصة الماء؛ حيث إننا ثاني أفقر دولة في العالم في الموارد المائية؛ والوضع الاقتصادي كذلك سيء؛ والمطلوب في وضع كهذا من المجتمع الدولي أن يقدم الدعم اللازم؛ فقد سبق أن ذكر أنه سيقدم الملايين لمساعدة اللاجئين دون أن يتحقق ذلك؛ فالأردن هي التي تسحب من صندوق وزارة المالية حتى تفي بالمطلوب؛ خاصة وأن البنية التحتية في الأردن متدهورة بسبب عدم وجود أموال لتجديدها؛ في وقت تتزايد فيه احتياجات اللاجئين السوريين؛ بالإضافة إلى الحاجة من قبل المجتمعات المحلية في البلاد في وقت أصبح الوضع الاقتصادي صعباً للغاية؛ الكل في حاجة ماسة وكبيرة إلى دعم؛ الحروب في كافة أنحاء العالم تؤثر علينا نحن في منطقة الشرق الأوسط وتمنع توفر المواد الغذائية؛ العالم كله قام بتوجيه المساعدات إلى أوكرانيا وأوروبا وتناسى المأساة السورية واليمنية وغيرها من مآسي الدول العربية؛ لأنه دائماً كل حدث جديد يتفاعل الناس معه بشكل كبير وينسوا مشكلة مستمرة منذ سنين؛ يُضاف إلى ذلك أن هناك معايير مختلفة للتجاوب عندما ننظر إلى كيفية استجابة الدول الأوروبية إلى الأزمة الأوكرانية نجد تدفق الأموال والكل فتح الأبواب ما لشيء إلا لأنهم أوروبيون يجب ألا يتألموا؛ بينما اللاجئين السوريين يتم التعامل معهم بشكل مختلف؛ يعني أننا لا بد من أن نركز على هذا ونقول يجب معاملة اللاجئ كإنسان وليس حسب أصوله أو دينه أو لونه؛ المتألم الإنسان بغض النظر عن انتماءه لأي منطقة؛ ولهذا السبب هناك تحديات كبيرة نواجهها في العمل الإنساني؛ أكثرها ناتجة عن قرارات سياسية هي التي تسيّر عملنا الإنساني في الميدان.

لا يختلف اثنان على أهمية التطوع في الجمعيات الوطنية في خدمة العمل الإنساني .. كيف يمكن تطوير آليات تنظيمية جديدة للتطوع تضمن حقوق المتطوعين وتحفزهم على المضي قدماً في أعمالهم التطوعية؟
الكل الآن يتحدث عن التطوع وضرورة استقطاب الشباب للعمل التطوعي وحثهم على غرس ثقافة الحس الإنساني إضافة إلى ثقافة التطوع في نفوس شباب العالم ككل؛ ونشير هنا إلى أن كثير من الشركات حالياً لا تقبل أي خريج جامعي إلا إذا كان له سجل إنساني؛ يجب أن ينعكس هذا النوع من التأثير على شبابنا حتى يكونوا فاعلين في تقديم التطوع والعمل الإنساني؛ الأصل في التطوع بأن يتم غرسه في البيت والمدرسة في سن مبكرة؛ وهناك ثقافة معينة في سويسرا لديهم بنك وقت يعني إذا تطوعت لمدة 10 ساعات يسجل هذا في البنك بأن لديه رصيد يمكن يحتاجه إذا مرض للتوجه إلى المستشفى؛ ونحن نؤمن تماماً بأن المتطوع هو القلب النابض للعمل الإنساني وليس فقط العمود الفقري لعملنا في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ ولكن دون المتطوعين ودون الشباب لا نستطيع القيام بأعمالنا بشكل جيد؛ لأننا عندما نكون في الميدان الشباب هم يعرفوا المجتمعات المحلية وهم الذين يوصلونا إلى المشكلات الموجودة في المجتمعات المحلية؛ وأذكر أننا أثناء أزمة كورونا كان عدد المتطوعين لدينا كبيراً للغاية وكان أكثرهم من اللاجئين السوريين و55 % منهم فتيات؛ ونحن نحث على العمل التطوعي؛ أي فرد عندما يريد أن يتطوع يسأل عن المكتسبات الناتجة من التطوع؛ نحن عندنا في الأردن مكتسبات للمتطوعين منها تنظيم دورات تدريبية مكثفة مستمرة لهم ويحصلون على شهادات يمكن اضافتها للسيرة الذاتية تساعدهم في إيجاد عمل؛ الشيء الثاني أننا أطلقنا “وسام المتطوع المتميز” ويتم منحه لأي شخص يقدم خدمة متميزة؛ فالمتطوع في الهلال الأحمر الأردني يكتسب مهارات جديدة ويُمنح شهادات تساعده في إيجاد عمل ويُمنح له وسام؛ ونشير هنا إلى أنه لا بد من العمل على توفير الأثر الإيجابي في نفوس المتطوعين؛ لأن أي واحد منهم غير مرتاح نفسياً لن يقدم أي عمل ولن يفلح أو يبرز فيه؛ لذلك من المهم جداً أن يشعر المتطوع أنه بين عائلته؛ وبصراحة المتطوعين لدينا في الهلال الأحمر الأردني دائما يشعرون أنهم داخلين على بيوتهم وأن هناك ألفة ومحبة بين الكل؛ وهذا بالطبع يعزز الصداقات وعندما نحتاجهم في أي أزمة كما حدث أثناء أزمة كورونا؛ كلهم يهبون للعمل ونحن استطعنا من خلال متطوعينا إيصال الأدوية إلى المرضى المسنين والأطفال وغيرهم من المصابين بالأمراض المزمنة؛ لأنه كان هناك حظر تجول؛ إلا أن كوادر الهلال الأحمر الأردني كانوا يتحركون بشكل مريح وكانت تسهل عمليات تنقلاتهم من قبل الأجهزة الأمنية؛ وكنا نصل إلى كل بيت في حاجة إلى دواء ونوصله له حتى لا يشعر أي فرد بأي شيء؛ الحمد لله كانت هناك نخوة وحس وطني إنساني؛ وعلينا نحن أن نعزّز ذلك ونخرجه من داخل الشباب حتى يكونوا متواجدين معنا في الميدان؛ وأنا كنت دائماً أطالب بمأسسة العمل الإنساني لأنه ليس فزعة بل يجب أن تتم مأسسته؛ بمعنى أن تكون لدينا كوادر متدربة وهي عندما تقوم بالعمل تقوم به على أسس علمية مدروسة حتى لا تكون هناك ازدواجية أو تضارب في عملهم الذي يؤدونه؛ وأود أن أنوه أنه في مؤتمر القمة الإنساني في إسطنبول في 2016 كان التركيز منصباً على أن العمل الإنساني يجب أن يكون محلياً؛ بمعنى أننا لسنا في حاجة إلى خبراء يحضرون من الخارج ليقولوا لنا كيف نسيّر العمل؛ لدينا من الكفاءات الكثير ولكن علينا أن نعلم كيف نوظفها؛ فالتركيز الآن على أن يكون العمل الإنساني محلياً وتعزيز الاعتماد على الكوادر المحلية بشكل جيد.

شهدت الأمانة العامة للمنظمة حراكا عمليا من أجل تطوير أدائها المهني والإنساني بما يستجيب ومتطلبات العمل الإنساني المعاصر؛ تمثل هذا الحراك في المركز العربي للاستعداد للكوارث والمركز العربي للقانون الدولي الإنساني ومركز الاستشارات والتدريب والتطوع .. كيف ترون أهمية هذه المراكز في تنمية قدرات منسوبي ومتطوعي الجمعيات الوطنية والتصدي للقضايا الإنسانية إقليميا ودوليا؟
نحن حتى نكون أكثر احترافية أعتقد أن الحل الأمثل يتمثل في اعتماد جمعيات وطنية كل حسب الاختصاص الموجود لديها لخدمة العمل الإنساني؛ يعني عندك بعض الجمعيات لديها دراية ولديها العدد الكافي من الخبراء في القانون الدولي الإنساني على سبيل المثال؛ مثل هذه الجمعية تكون مسؤولة عن هذا الملف والأمانة العامة للمنظمة تدعم الجمعية من خلال هذه المراكز التي أنشأتها الأمانة العامة للمنظمة في التوافق حتى يتم إيجاد وتدريب المجموعات العربية؛ وبعض الجمعيات لديها دراية في الإسعافات الأولية أو إدارة الكوارث أو الدبلوماسية الإنسانية؛ بمعنى أن هناك جمعيات تخصصت من خلال عملها ومن خلال الأزمات التي واجهتها صار لديها معرفة كاملة ولديها الكوادر المدربة والمتميزة في هذا العمل؛ ونحن في الأردن مثلاً نستقبل اللاجئين منذ 1948 وأبوابنا مفتوحة لموجات كبيرة من اللاجئين استقبلناهم خلال أعوام 1948؛ 1967؛ 1970؛ 1990؛ 1993؛ 2003؛ والأردن يؤدي واجبه الإنساني ولا يقفل أبوابه في وجه من أراد أن يكون في مأمن في بلد عربي وإسلامي؛ فمن هذا المنطلق الشعب الأردني يرجب باللاجئين من جنسيات وخلفيات متعددة؛ وهذا التعدد ممتاز للمجتمعات المحلية وتستفيد منه في اكتساب مهارات والتعلم من بعضنا البعض؛ ويجب العمل على إدماج اللاجئين في المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للعمل والاستفادة منهم؛ حيث إن بينهم أطباء ومهندسون وعاملون يدويون؛ وأي بلد في حاجة لسواعد شبابية حتى تستمر عجلة التقدم والنمو.

تواجه بعض دول المنطقة العربية نزاعات وصراعات مسلحة نجمت عنها تداعيات إنسانية خطيرة .. ألا ترون أهمية البحث عن آليات تطبيق القانون الدولي الإنساني في مناطق النزاع بالمنطقة العربية؟
القانون الدولي الإنساني عبارة عن مواد كان هناك توافق عليها؛ وهو ليس لديه أي آلية لإجبار المخالف بأن يلتزم بالآداب المنصوص عليها؛ إلا أن المادة الأولى من كل اتفاقية من اتفاقيات جنيف التي تنص على أن تتعهد الدول السامية الموقعة على هذه الاتفاقية فيه بأن تضمن احترام هذه الاتفاقية؛ لكن الشيء الملموس هو أنه إذا كنت قوياً لا أحد يردك؛ قالوا لفرعون “شنو الفرعنك” قال ما لقيت أحد يردني؛ والمفروض نتحدث عن قوة القانون الموجود حالياً وهو قانون القوة؛ إذا كنت قوياً تفعل ما شئت؛ نحن لا حول لنا ولا قوة لدينا؛ لأننا لا نستطيع عمل أي شيء؛ يجب على الدول العظمى الكبرى أن تفرض التزامها بالقانون الدولي الإنساني؛ ولكن عندما تنفرد دولة ولا تطبق اتفاقيات وقرارات الأمم المتحدة وغيرها؛ فإنك تستغرب؛ وكما يقال دائماً الغريق يتمسك بـ “قشة” ونحن في الدول الضعيفة نقول دائماً القانون الدولي الإنساني لأنه لا يوجد لدينا شيء آخر؛ وهم يعلمون تماماً أن هذه الدولة القوية مخالفة للقانون الدولي الإنساني وتتمادى في عدم احترامه؛ نأمل أن تكون هناك صحوة إنسانية لأن المطلوب حالياً هو أنسنه الإنسان حتى ينظر إلى الناحية الإنسانية في كل شخص؛ ونحن في النهاية أخوة ننتمي إلى نفس الجنس؛ ونحاول أن نعمل سوياً لحياة أفضل.

نحن في حاجة إلى كوكب خال من التلوث؛ نعيش فيه بكل أمن وسلام … كيف ترى أهمية التعاون وتوسيع الشراكات في تحقيق هذا الهدف؟ وما هي آليات التصدي لأي أخطار بيئية؟
حتى نقوم بأي عمل نظل في حاجة إلى دعم مادي؛ عندما تعمل لإنجاز أي شيء ويمكن أن تكون لديك أفضل خطة لكن قد لا تستطيع تنفيذها إذا لم تستطيع توفير الدعم المالي؛ ونعلم تماماً أن التغيّر المناخي يؤثر على كل المنطقة؛ حيث إنه يؤدي إلى حدوث التصحر والجفاف؛ وأرى أن المطلوب هو تدريب كوادر المجتمعات المحلية من أجل اكتساب المهارات والخبرات اللازمة في التعامل مع الكوارث؛ وأشير هنا إلى أن السلطات المختصة في بنغلاديش عندما تعرف أن هناك فيضانات قادمة قد تدمر المنازل تحرص على إجراء التدريبات وإطلاق التنبيهات اللازمة لتوعية المواطنين حول كيفية التصدي لأي كارثة؛ ولا تكتفي بذلك بل تنصح المواطنين بالنوعية المناسبة للبناء في أماكن مرتفعة؛ وعندما جاء الموسم التالي للفيضانات كانوا مستعدين ولم تحصد الكارثة حياة العديد من الناس كما كان سابقاً بل حصدت عدداً قليلاً؛ نعود إلى مأسسة العمل الإنساني ونقول نحن إذا عملنا بشكل علمي مدروس نستطيع أن نخفّف آثار الكارثة؛ وحتى النزاعات المسلحة يجب أن نسبقها بتدخلات استباقية من خلال توظيف الدبلوماسية لتفادي آثار الحرب؛ ولدينا حالياً أدوار ممتازة ومميزة في الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وصار الاتحاد الدولي يأخذ العديد من شبابنا ويصيروا مندوبين في أماكن متعددة؛ يعني تغيرت الحال؛ وأصبحت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير معزولة عن العالم؛ ونحن في صلب الحدث؛ وهناك تكافل بين إخواننا في المجموعة العربية.

تنويه : المقالات المنشورة باسم أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المنظمة

عن التحرير

شاهد أيضاً

أمين رابطة العالم الإسلامي في حوار شامل مع مجلة (معكم): التسامح ليس ضعفاً أو استسلاماً أو تفريطاً في الحقوق

أكد معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم  العيسى؛ أن التسامح قيمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.