تحدث الدكتور ضياء الدين بامخرمة سفير جيبوتي وعميد السلك الدبلوماسي بالمملكة العربية السعودية في هذا اللقاء خلال زيارته للأمانة العامة للمنظمة العربية عن سعادته بما شاهده من إنجازات كبيرة تحققت خصوصا ما تعلق بالمركز العربي للاستعداد للكوارث والأزمات والمكتبة الرقمية للقانون الدولي الإنساني وباقي النشاطات…، وعبر عن تفاؤله بأن تؤدي المنظمة العربية دورا حيويا في نشر وتجذير الدبلوماسية الإنسانية في منطقتنا العربية، وقال اعتبروني فردا منكم متطوعا معكم في ما يخدم قضايانا الإنسانية، مثمنا دور حكومة المملكة العربية السعودية الإنساني في توفير لقاح كورونا لجميع الفئات في المملكة.
* حاوره: بشير بوزيان الرحماني
اطلعتم على بعض نشاطات مراكز الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، كالمركز العربي للاستعداد للكوارث والمركز العربي القانون الدولي الإنساني ومركز للاستشارات والتدريب ومركز المعلومات والدراسات، ماهو انطباعكم حول هذه الإنجازات؟
حقيقة سعدت بما شهدت خلال زيارتي إلى الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر من نجاحات وبرامج أعدت ونفذت، وقد كانت لي زيارة سابقة للمنظمة منذ سنتين أو ثلاثة وكان هناك عمل جيد. لكن اليوم شهدت تقدم وخطوات جديدة متحققة في عمل المنظمة وأصبح للمنظمة الآن دورا وحيزا أكبر في رعاية ودعم والتنسيق بين الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في البلدان العربية وعلى المستوى الإقليمي، وهذا دورها الطبيعي. حقيقة شاهدت المركز العربي للاستعداد للكوارث الجديد والذي هو في طور الانطلاقة الحقيقية، وكذلك المكتبة الرقمية وكذلك لاحظت التفاعل الكبير من مختلف العاملين في المنظمة، وهذا أثار سعادتي. وأعتقد أنه ما زال أمامنا كحكومات وكمنظمة الكثير من الدور والجهد الذي نستطيع أن نبذله معا يدا بيد لخدمة مجتمعاتنا العربية.
وكما تعلمون فإن الكوارث البيئية أصبحت تتكرر وبشكل مستمر بسبب التغير المناخي على العديد من المناطق في الدول العربية والعالم برمته وأعتقد أن المنظمة تقوم الآن بدور الرصد والمتابعة ومن ثم وضع الخطط والبرامج الإغاثية والإنسانية لمواجهة هذه الكوارث البيئة، بالإضافة إلى تأطير موضوع القانون الدولي الإنساني وتطويره بالمعطيات الحاصلة والحديثة وكذلك الدورات التي تنفذ من وقت لآخر فهذه كلها خطوات إيجابية نشد على قيادتها المتمثلة في الأمين العام الدكتور صالح التويجري والفريق العامل معه ونتمنى استمرارية التعامل معكم ونتمنى استمرارية هذه الإنجازات.
شاركتم أمس في ندوة الدبلوماسية الإنسانية، وتحدثتم عن دورها في مناصرة المستضعفين، هل ممكن تفصيل أكثر في كيفية ذلك خصوصا في منطقتنا العربية التي تعج بالأزمات.
فعلا كما ذكرت، المنطقة العربية تعج بالأزمات والحروب ولا بد من تطوير آلية الدبلوماسية الإنسانية كما تحدثنا في الدورة المخصصة لذلك وينبغي المشاركة والمساهمة في معالجتها وفي أداء الدور الذي تقوم به الجمعيات الوطنية أو الدولية. ودورة الدبلوماسية الإنسانية حقيقة مهمة لأن الدبلوماسية العامة والدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الإنسانية هي المستحدثات الجديدة في الحياة العامة وما عادت الدبلوماسية بمفهومها التقليدي تقوم بالدور اللازم. ولكن من خلال الدبلوماسية التقليدية انطلقت هذه الدبلوماسيات التي تؤطر العمل الإنساني والعمل القانوني، وأعتقد أن دورة كهذه وإطلاع الشباب العاملين والمتطوعين في المجال الإنساني والدبلوماسيين كذلك على هذه التطورات في كيفية مواجهة الكوارث والحروب والنزاعات والوجود في مناطق الأزمات والتعاطي معها ومن ثم حماية البشر والعاملين الإنسانيين وأيضا ضحايا هذه الكوارث والأزمات.
ما هو الدور الذي ترونه من جانبكم يمكن أن تلعبه المنظمة العربية في ذلك.
أعتقد أنه من المهم جدا أن تتبنى المنظمة العربية ومن خلالها الجمعيات الوطنية الدبلوماسية الإنسانية وتفعيل هذا الدور وإبرازه وتوظيفه ورفع الصوت به لأنه ما زال غير معلوم لدى الكثير من الناس ولتجذير الدبلوماسية الإنسانية وسط الرأي العام.
جائحة كورونا فاقمت من المآسي الإنسانية، ومع بروز أمل في اللقاح يتحدث البعض عن ضرورة التفكير في هؤلاء المستضعفين وحصولهم على اللقاح ماهي رسالتكم بهذا الخصوص.
مع بداية وصول اللقاحات في مختلف الدول وعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية وجهت قيادتها الحكيمة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كما وجهت سابقا في أن يكون تلقي العلاج للمصابين للمواطنين والمقيمين على حد سواء وحتى المخالفين لنظم الإقامة أيضا توجيه بتلقي اللقاح بكل هذه الفئات الثلاث مواطنين ومقيمين وحتى للمخالفين هذه خطوة إنسانية حقيقة مهمة ونحن متفائلون ونعمل يد بيد أن يصل اللقاح لجميع فئات المجتمعات في مختلف الدول لإنقاذ الإنسانية من هذه الجائحة.
كلمة أخيرة
سعيد جدا بما شاهدته في الأمانة العامة للمنظمة العربية وقد قلت لمعالي الدكتور صالح التويجري الأمين العام للمنظمة اعتبروني فردا من المتطوعين في هذه المنظمة لما فيه خير ومصلحة أمتنا.