معكم أول موقع إخباري عربي متخصص في العمل الإنساني يصدر عن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر
مقالات مشابهة
مقال للدكتور/ إبراهيم أحمد الدوي
رئيس مركز البحوث والمعلومات – المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر
مستشار المعلومات للشئون الإنسانية
ظهور مصطلح الفجوة الرقمية:
بدء ظهور مصطلح الفجوة الرقمية مع بداية الألفية الجديدة, ويشير إلى فجوة التقنية بين الذين يستطيعون استخدام الانترنت ووسائل الاتصالات الأخرى بسبب امتلاكهم الأدوات والمعدات الحاسوبية, والمهارات, والقدرة المادية, وبين الذين لا يستطيعون استخدام الانترنت, وضعف القدرات والمهارات, والمعدات الحاسوبية.
وقد انتشر هذا المصطلح مع انتشار مفهوم التجارة الإلكترونية, والحكومة الإلكترونية, فبدأت مشاورات واسعة بين المتخصصين في المعلوماتية عن وضع الفئات التي تقع في الفجوة الرقمية, لما يفوتهم من فوائد كثيرة وخدمات تقدم وتتاح لمستخدمي التكنولوجيا. وأعرض لكم بعض الاحصائيات العالمية التي تبرز هذه الفجوة بشكل أوضح على المستويين الإقليمي والدولي.
وكما يتضح من شكل التوزيع النسبي لمستخدمي الإنترنت الذي يظهر مدى الفجوة الحاصلة بين المجتمعات الدولية, حيث تأتي في المرتبة الأولى آسيا بنسبة 48.2%, لكن كي لا ننخدع في هذه النسبة نجد أن الصين فقط تحتل نسبة 23%, وباقي آسيا 25.2% بعدد إجمالي 1,622,084,293 شخص, ثم تأتي في المرتبة الثانية أوروبا بنسبة 18% بعدد مستخدمين 604,147,280 شخص, وتليها في المرتبة الثالثة أمريكا اللاتنية والكاربي بنسبة 10.2% بعدد مستخدمين 344,824,199 شخص, ثم تأتي في المرتبة الرابعة أفريقيا بنسبة 9.8% بعدد مستخدمين 330,965,359 شخص, ثم تأتي في المرتبة الخامسة أمريكا الشمالية بنسبة 9.3% بعدد مستخدمين 313,867,363 شخص, وتليها في المرتبة السادسة منطقة الشرق الأوسط من أقل المناطق استخدامًا للانترنت بنسبة 3.7% بعدد مستخدمين 123,172,132 شخص, وأخيرًا في المرتبة الأخيرة أستراليا بنسبة 0.8% بعدد مستخدمين 27,200,530 شخص. أي أن نحو 3.3 مليار شخص حول العالم يستخدم الانترنت بنسبة 46.4% من سكان العالم الذي يبلغ نحو 7.2 مليار.
وفي محاولات العالم لتقليل هذه الفجوة الرقمية تم التحرك نحو إنشاء القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS, والتي عقدت لأول مرة في جنيف عام 2003, ثم المرة الثانية في تونس عام 2005م, في إطار محاولة الدول العربية للحفاظ على فرصتها لتكون أحد الأقطاب المعلوماتية في مجتمع المعلومات.
الفجوة الرقمية في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر:
أما بالنسبة لظهور المصطلح في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر فبدء تحت مبادرة سد الفجوة الرقيمة كمشروعًا تجريبًا ناجحًا عام 2011م, وذلك من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) الذي يضم الأن 190 جمعية وطنية.
وجاءت مبادرة سد الفجوة الرقمية التي أطلقها الاتحاد الدولي لتمكين كافة جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في جميع أنحاء العالم من الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة على الوجه الأمثل؛ لتحقيق أهدافها الإنسانية, والبقاء في طليعة مقدمي المساعدات الإنسانية, والإنمائية, للمجتمعات المستضعفة.
وانطلقت المبادرة وفق خطتها الموضوعة للفترة من 2012-2015م, مستهدفة 80 جمعية وطنية, ولك من خلال تقديم المساعدة التكنولوجية التي تناسب حاجة الجمعية الوطنية, وتحديد وتشجيع سبل الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا, وتشجيع تبادل المهارات, وإنشاء مجموعة الصليب الأحمر والهلال الأحمر التكنولوجية العالمية, بما يعزز قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية.
وتهدف المبادرة إلى ضمان استفادة الاتحاد الدولي من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على النحو الأمثل لتحقيق أهدافه الإنسانية؛ وذلك ببناء قدرة الجمعيات الوطنية المستهدفة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, حيث تعد القدرة الداخلية ضرورية لكل جمعية وطنية لكي تتمكن من تحقيق الاستفادة المثلى من التكنولوجيا لدعم أنشطتها الإنسانية. حيث تبين أن العديد من الجمعيات الوطنية يكافح من أجل استخدام التكنولوجيا استخدامًا فعالاً؛ لذا جاءت المبادرة للالتزام ببناء القدرات لتصحيح هذا الوضع ومساعدة الجمعيات الوطنية على استعادة قدرتها على التحكم في التكنولوجيا المستخدمة, وتقديم الحلول المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ثلاث مجالات رئيسية, وهي: أولاً, معالجة الفجوة الرقمية الداخلية, وسدها من خلال تقديم المساعدات المتعلقة بالتكنولوجيا التي تحتاجها الجمعيات الوطنية, ثانيًا, تحديد الاستخدامات الفعالة والمبتكرة للتنكنولوجيا وتعزيزها, وثالثًا, تشكيل مجموعة الصليب الأحمر والهلال الأحمر التكنولوجية العالمية.
