الرئيسية / أخبار وتقارير / شركة أسكوب .. استجابة التقنية للعمل الإنساني

شركة أسكوب .. استجابة التقنية للعمل الإنساني

الرقابة والتقييم و العمل الإغاثي و الإنساني يداً بيد
انطلاقاً من الدور الهام والنجاحات الاستراتيجية التي تقدمها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بمشاركة مؤسسة اسكوب للرقابة والتقييم والتنمية ومشروعها الرائد الرقابي (2B2) يوقعان اتفاقية التنفيذ المشترك للمشاريع الرقابية والتقييمية المساند والمحقق للجودة في مجال وأنشطة العمل الإغاثي والإنساني يقدمانها سوياً نحو رواد وداعمي العمل الإغاثي والإنساني على الصعيد العربي والعالمي .

حيث يسمو العمل الإنساني بأربابه مصافاً لا يرتقيه غيرهملسمو الغايات التي تتحقق برسم ابتسامات على شفاهٍ كدّرتها مرارة الحياة، ويرتقي حين ينهج العاملين فيه الشفافية التي تجسّدها الرقابة على الأداء سعياً لتجويد العمل الإنساني, حيث إن كرامة المستفيدين فوق كل اعتبار، ويكاد يتجرد العمل الإغاثي من الإنسانية حين ينتهك كرامة المحتاجين للعطاء، فالبذل وحده لا يجسّد روح التكافل الاجتماعي المبني على أداءٍ تكاملي ليصنع بسمةً صادقة ويمحو دمعة مكلوم.
لهذا تُعد الرقابة على الأعمال الإغاثية عمودها الفقري الذي يسندها لتحقيق الأهداف المرجوة من الإغاثة فهو بمثابة ضامنٍ لكل الأطراف ابتداءً من المانح وانتهاءً بالمستفيد، فهو يحقق هدف المانح من صول الإغاثة لمستحقيها بالجودة المطلوبة وفقاً لمعايير العمل الإنساني الدولي، ويحفظ كرامة المستفيد، ويُسهِم في تأهيل العاملين في المجال الإنساني للأداء وفق المعايير الدولية . وقد لُخِص مشروع الرقابة والتقييم (2B2)إلى مصفوفة معايير بعد العديد من الجلسات والنقاشات والبحث في معايير العمل الإنساني الدولية، وكانت بمثابة الميزان والنهج السليم للأداء الإنساني المتميز.على أُسسٍ منهجية ووفق تلك المعايير دلفت مؤسسة اسكوب الاجتماعية للرقابة في اليمن وسوريا وكان لها الأثر البارز في تحسين أداء العمل الإغاثي والإنساني وتأهيل العاملين فيه بنسبة كبيرة جعلتهم يستشعرون أهمية ما يقومون به وضرورة توافر الرقابة في كل مشروع ميداني وقبل هذا وذاك توفر الرقابة الذاتية التي تحفظ مهنيّة هذا العمل وتكفل استمراريته على المدى البعيد، حيث لاحظنا في السابق لغياب الرقابة ما أفرزه العمل الميداني لدى العاملين في المنظمات والناشئة منها على وجه الخصوص من قصور في الأداء نجم عنه خللاً في العمل الإغاثي.

ومن خلال أداء فريق الرقابة والتقييم رصد الكثير من الأخطاء والاختلالات والخروقات في عملية التوزيع وسعى لتقييمها منعاً لتكرارها، وكان لغياب التقارير في العمل الإنساني و المسوحات الميدانية الدقيقة وفق دراسات إحصائية منهجية أثراً سلبياً على العمل الإغاثي أربك العاملين في هذا المجال ووضع العاملين فيه أمام معضلة كبرى حيال غياب رضى المانحين والمستفيدين، فقرر مشروع الرقابة إنشاء مركز اسكوب للدراسات والإعلام الإغاثي والإنساني ليحل العديد من الاشكالات في العمل الإنساني على مستوى اليمن، ومستفيداً من فريق الرقابة والتقييم المتواجد في كل المديريات بأكثر من 360 نقطة اتصال يمكنه من إجراء المسوحات الميدانية والتحقق من قوائم الاحتياجات لكل المحافظات حتى يتم رسم خطط التوزيع بناءً على تلك الدراسات المنهجية الدقيقة.

حيث تفاقم الوضع الإنساني في اليمن في العقد الأخير في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والأزمات المتتالية، وازداد الوضع مأساوية منذ العام 2014 فتضاعفت حجم المعاناة، وارتفعت نسبة البطالة ووصل خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة إلى مرحلة حرجة وصعبة لم يُشهد لها مثيل في اليمن حيث وصل 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات غذائية و7 ملايين مهددون بالمجاعة وبحاجة إلى إغاثة عاجلة ليتمكنوا من العيش في ظل توقف الأعمال وتهدم البنية التحتية وتوقف اغلب المؤسسات والمصانع والشركات بسبب الحرب وانعدام الوقود وتوقف الخدمات الأساسية فارتفعت الأسعار بنسبة 100‰، وتحاوزت البطالة 70‰ ونزح 3.11 مليون مدني وغادر اغلب رجال الأعمال البلد وتوقفت 42‰،من المنشآت الصحية والتعليمية نتيجة الحرب ونزوح الكوادر المؤهلة وفاقم توقف المرتبات تلك المآسي.. واحتياج أكثر من 10 مليون طفل للرعاية الطبية ومعاناتهم من سوء التغذية، فأطلقت المنظمات الإنسانية نداءات الاستغاثة من مختلف المحافظات اليمنية.

فسرعان ما لبى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية النداءات فور تأسسه حيث نشأ لإغاثة المنكوبين والمتضررين عبر دعمه لمشاريع في مختلف المجالات الإنسانية.
وبالرغم من حداثة نشأة المركز الا أنه تجاوز مصاف المنظمات الدولية حيث قدم 231 مشروعاً بإجمالي 761 مليون دولار في 38 دولة وفي مقدمتها اليمن التي حظيت بالدعم بدعم المركز لها ب139 مشروعاً نفذه عبر 84 شريكاً محلياً ودولياً حتى يوليو 2017 م، نفذ منها 48 مشروعاً في الأمن الغذائي والايواء وإدارة المخيمات استفاد منها 20.7 مليون في مختلف المحافظات اليمنية، كما نفذ 63 مشروعاً في مجال الصحة والتغذية والمياه والاصحاح البيئي استفاد منها 18 مليونلمرات أربع متكررة بما يعادل 72.3 مليون،.. ونفذ في مجال الاتصالات والخدمات اللوجستية ودعم العمليات الإنسانية 10 مشاريع استفاد منها 16.1 الف مستقيد .. . كما نفذ في مجال التعليم والحماية والتعافي المبكر 18 مشروعاً استفاد منها 3.9 مليون مواطن وبدأ يتنفس الشعب الصعداء وتمكن من تجاوز أصعب الظروف بفضل من الله ثم بفضل دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي والدعم الكويتي عبر مؤسساته الإغاثية المختلفة. والمنظمات الدولية التي لم تتوانى عن بذل الجهود الإغاثية المستمرة وفي مقدمتها منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية التي ستبقى جميعها في ذاكرة اليمنيين.ونفذ مركز الملك سلمان مشاريع عبر الشريك المحلي والدولي من المنظمات العاملة في اليمن.

في يونيو 2016م بعد ذلك الدعم السخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والجهات المانحة بدأ التحسن شيئاً فشيئا وجاءت رسائل الشكر وشكاوى البعض من سوء التوزيع وجودة بعض المواد، فكان لزاماً من باب مشاركة الجهات المنفذة في سير عملية التوزيع وجود برنامج الرصد والرقابة والتقييم على المشاريع المنفذة فكان البرنامج الثامن ضمن 21 برنامجا فرعيا في المساعدات الإنسانية يتولى المشروع لمتابعة عملية التوزيع ومشاركة الجهات المنفذة في ضمان وصولها لمستحقيها حسب الاحتياج والغاية تجويد العمل الإغاثي والإنساني في اليمن للاستفادة من الإغاثات المقدمة في التخفيف من معاناة المدنيين، فشرع فريق العمل الميداني لمشروع الرقابة والتقييم عبر مؤسسة اسكوب المسؤولية الاجتماعية عمله فور توقيع الاتفاقية مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية….

خلال عام منذ بدء العمل في 10 يوليو 2016م قام المشروع بما يزيد عن 2000 زيارة ميدانية لتنفيذ أنشطة تنوعت بين الرقابة والمتابعة والرصد حيث نفذ 65 مشروعاً في 6 قطاعات وتم رصد العديد من الأنشطة في 14 مشروعا،وقد بلغت مشاريع الأمن الغذائي 19 مشروعاً استهدفت 10455888 شخصاً نفذها الشركاء المحليين والدوليين في كل من عدن وتعز وصنعاء ولحج والضالع ومأرب والجوف وأبين وشوبة والحديدة والبيضاء و7 مشاريع نفذها الفريق في الرصد، كما نفذ في 38 مشروعاً في الأمن الصحي توزعت بين 14 مشروع لعلاج 2100 جريح و7 مشاريع لتجهيز وتأهيل المستشفيات وتزويدها بالمستلزمات والأجهزة الطبية و4 مشاريع إمداد وتأمين احتياجات طبية و11 مشروعاً لمحطات أوكسجين في لعدد من المستشفيات استهدفت 1589660 مستفيد ومشروعاً في علاج سوء التغذية بثمان محافظات يستهدف 348468 طفلاً بالإضافة للحوامل والمرضعات ومشروعًا في 6 محافظات لمكافحة حمى الضنك؛ وتم رصد عدد من الانشطة في 4 مشاريع.

و بلغت مشاريع الأمن المائي والنظافة والصرف الصحي 4 مشاريع نُفذت في 20 مجالاً استهدفت كلاً من أمانة العاصمة وصنعاء وتعز وإب وعدن ولحج والجوف وحضرموت ومأرب والبيضاء والحديدة وحجة والضالع وشبوه وسقطرى استفاد منها مايزيد عن 14000000 مستهدف، وتم تنفيذ مشروعين في 6 مجالات في الإيواء استفاد منه 806800 نازحاً، ومشروعاً وفي القطاع البيئي مشروع. واحد لمكافحة الجراد الصحراوي استُهدفت فيه المحافظات المتضررة.وفي المشاريع متعددة القطاعات والمجالات نفذت كل من منظمة الصحة العالمية واليونسيف مشروعين لجميع محافظات الجمهورية اليمنية بلغ عدد المستفيدين منها 10200000 مستهدف
الجديرٌ بالذكر فإن نجاح هذه المشاريع الرقابية جاء بفضل الله ثم بفضل الجهود التي تبذلها إدارة المشروع و الفرق الميدانية وبتعاون الشركاء المنفذين من المنظمات المحلية والدولية الذين كان لتعاونهم أثرا إيجابيا على تجويد المشاريع الإغاثية و تحقيق هدف المانح والشربك المنفذ و المشروع بوصول الإغاثة لمستحقيها بجودتها المطلوبة وفق معايير العمل الإنساني .

 

رئيس مجلس الإدارة

علي بن عبدالمحسن بن ابراهيم الفليج

تنويه : المقالات المنشورة باسم أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المنظمة

عن التحرير

شاهد أيضاً

المؤتمر الأول للعاملين في المجال الإنساني بليبيا يبحث تعزيز الاستجابة للمتضررين

بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الصحة ووزارةالهجرة والتعليم والشؤون الاجتماعية، وعدد من منظماتالأمم المتحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.