معكم أول موقع إخباري عربي متخصص في العمل الإنساني يصدر عن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر
مقالات مشابهة
منيرة الحمدان
محاضر في القانون الدولي بجامعة الملك سعود
ومستشار قانوني للمنظمة
جاء إعلان اصدار ” البطاقة الخضراء ” للأجانب المقيمين على أرض المملكة كأحد بنود رؤية المملكة 2030 و التي أعلن عنها في الخامس و العشرين من أبريل ، و لكن تفاصيل هذه البطاقة مازالت خلف الكواليس .
فهل ستكون برسوم مرتفعة جداً أم متوسطة ؟ و ماهي شروط الحصول عليها ؟ و ما المزايا التي ستقدمها لحاملها ؟ و السؤال الذي يندرج تحته هذا المقال هو كيف سيستفيد من هذه البطاقة اللاجئين السورين الحاليين أو القادمين؟
مسمى ” البطاقة الخضراء ” يجبرنا على مناظرته مع البطاقة الامريكية الخضراء بالرغم من وجود دول أخرى تمنح مثل هذه البطاقات تحت مسميات أخرى ، لكن فلنبقى على المقارنة الامريكية كونها أكثرهم شهرة ومعرفة للجميع ، فقد أجاز القانون الأمريكي منح هذه البطاقة للاجئين في الولايات المتحدة بعد امضاء سنة كاملة على ارضها و ليس فقط لأي اجنبي يكون مقيم على ارضها مدة طويلة ، و أيضاً بعد مضي سنتين من الحصول على هذه البطاقة يحق للاجئ جلب عائلته و أبنائه إلى الولايات المتحدة ، و تبعا لذلك يحق لهم التقديم على البطاقة الخضراء بعد اثبات معيشتهم لمدة سنة من تاريخ القدوم .
و قد قدمت هذه البطاقة تسهيلاتٍ كثيرة للاجئين ، حيث يمكن للاجئ الذي يحمل ” البطاقة الخضراء ” العمل في أي من الشركات الموجودة على اقليم الدولة و دون الحاجة لأي كفيل ، كما أنها تتيح له البدء في اي عمل خاص ،و يحق لحامل البطاقة الحصول على الضمان الاجتماعي بعد التقاعد من العمل بشرط أن يكون قد أمضى 10 سنوات او اكثر في الخدمة ، الحصانة ضد أي تعديلات تشريعية في نظام اللجوء الوطني ، الاعفاء من قيود التصدير و الاستفادة من المنح الحكومية و الاعفاءات الضريبية ، و يتمتع حامل البطاقة بجميع الحقوق كمواطن أمريكي ماعدا الحق في التصويت ،بالإضافة الى أنه من الممكن الحصول على الرهن العقاري من البنوك ، و ستخوله هذه البطاقة أن يتمتع بصفة الكفيل لأجانب أخرين .
إن هذه المزايا و التسهيلات من الممكن أن تقدم البطاقة السعودية الخضراء بعضاً منها او جميعها ، ولكن مهما كانت الشروط المفروضة على حامليها نوصي بأن يدرج اللاجئين كاستثناء من بعض الأعباء التي لا يمكنه تحملها أو بعض الشروط التي ليس من المعقول انطباقه عليها بصفته الحالية كلاجئ أو قادم من منطقة نزاع مسلح كاد أن يودي بحياته و أسرته ، فمثلاً ، من الممكن إعفاء اللاجئين من الرسوم إن فرضت ، و الاعفاء من اشتراط مدة طويلة للبقاء في المملكة و الاكتفاء بمدة قصيرة ، بالاضافة إلى أنه من الممكن الاستفادة من هذه البطاقة لوضع قواعد تضفي المزيد من الحقوق للاجئين دون غيرهم مثل الحق في الحصول على محامي مجاني و المساعدة القانونية فيما يخص الاوراق الثبوتية و تسوية المنازعات .
و إذا كان هناك تخوف من التداخل الذي قد يحصل نظاميا في حال استفادة اللاجئين من هذه البطاقة ، لم لا يتم استحداث بطاقة جديدة ” البطاقة الزرقاء” و تكون خاصة باللاجئيين و تحمل جميع المزايا السابقة الذكر و تكون كاستبدال لنظام الاقامة المؤقت الممنوح للاجئين ، و تكون هذه البطاقة تبيانا واضحا للوضع القانوني للاجئ و تتيح له فرصة العودة لبلاده بعد ان تضع الحرب أوزارها .
إن الغالبية يرى من ” البطاقة الخضراء ” مصدراً اقتصاديا ، لكن من يتمعن نص رؤية 2030 يجد الكثير من الجوانب الاجتماعية و الانسانية ، وهو ما أثبتته المملكة دوما في قراراتها الداخلية و الخارجية ، فمملكة الانسانية لن يكون بمستغرب عليها اذا أوجدت يوما ما نظام ” البطاقة الزرقاء ” .
