رحيل “طبيب قلب الإنسانية” بعد أن عاش “صديقاً للجميع”
مختار العوض (الرياض)
نعت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الرئيس السابق للهلال الأحمر الصومالي الدكتور أحمد محمد حسن والذي وافته المنية
بمنزله في نيروبي في الحادي عشر من يوليو 2018 .
والمنظمة وهي ترفع خالص تعازيها للأسرة الإنسانية الدولية عامة، ومنسوبي ومنسوبات جمعية الهلال الأحمر الصومالي ، تسأل المولى عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته .
والدكتور أحمد ( 1938 – 2018) رحمه الله ، هو صاحب أياد بيضاء في خدمة الإنسانية ، ولأنه كان مختصاً في طب القلب فقد أطلقت عليه المنظمة “طبيب قلب الإنسانية” فهو خريج جامعة بادوفا للطب في إيطاليا عام 1965م.
وكان معروفاً بـ ” الدكتور أحمد” عمل رئيساً للهلال الأحمر الصومالي فترة طويلة أسهم خلالها بدور فاعل في خدمة العمل الإنساني.
حياته العلمية والعملية:
الدكتور أحمد رحمه الله عمل طبيب قلب، وفي 1969م حصل على دبلوم في أمراض القلب من نفس الجامعة، وفي 1974م حصل على لقب السيد في إدارة الصحة في الاسكندرية بمصر، وبصفته ممارس، أصبح أحد أطباء النخبة الطبية بوزارة الصحة في الصومال عام 1972م قبل تعيينه مديراً لإدارة الخدمات الطبية بوزارة الصحة في عام 1970م .
وانتخب رئيساً للهلال الأحمر الصومالي ، وهو المجتمع الوطني منذ عام 1956م ، وفي نهاية عام 1980م سلم مسؤولية المجتمع الوطني إلى نائب الرئيس وغادر الصومال للعمل مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الإسكندرية بمصر، وبعد أربع سنوات استأنف مهامه كرئيس للهلال الأحمر في الصومال خلال العقدين والنصف الماضيين في واحدة من أصعب تحديات البيئة السياسية والأمنية التي شابها الانقسام السياسي والصراع المسلح.
خدماته الإنسانية:
حكمة الدكتور أحمد التواضع والالتزام الصارم بالمبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، عمل على الحفاظ على وحدة الهلال الأحمر الصومالي ومكنه من تقديم خدمات حيوية إلى الضعفاء في جميع أنحاء البلد، ويتجلى إرثه في التقدير الكبير لدور الهلال الأحمر سواء داخل الحركة من جانب الشركاء في القطاع الإنساني، والأهم من ذلك من قبل المجتمعات المحلية التي قام بالكثير من أجلها، وخلال تلك السنوات مثل جمعية الهلال الأحمر في المناسبات والمؤتمرات الدولية التي منحته فيها srcs ميداليات مختلفة بما في ذلك ميدالية ذهبية من جانب الصليب الأحمر الاسباني وجائزة هنري ديفسون ( وهي جائزة تمنح للمجتمعات الوطنية أو الأفراد الذين قدم لهم خدمات لصالح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر) ، وفي عام 2009م تلقى جائزة السلام والإنسانية من ملكة إنجلترا، أسهم في عمل ووحدة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وفي بناء شراكات ناجحة مع الشركاء في الحركة من أجل تعزيز فعالية الاستجابة الإنسانية التي يضلع بها المجتمع الوطني في الصومال، وكانت حكمته وقدرته على التوصل إلى توافق في الآراء لا تقدر بثمن أثناء عمله عضوا في مجلس إدارة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بين عامي 2001م و2009 م وكذلك مع مختلف اللجان والهيئات الاستشارية.
كان الدكتور أحمد صديقاً للجميع وصديقاً للأشخاص الضعفاء في الصومال، عمل على بناء قدرة المجتمعات المحلية المتضررة من الصراع والكوارث الطبيعية على الصمود، وكان قائداً نموذجياً تمكن من تعزيز الصورة الجيدة للمجتمع الوطني بوصفه منظمة أصلية ذات مبادئ محترمة موثوق بها.
كان شخصاً لطيفاً طيب القلب خدم المجتمع الصومالي والعمل الإنساني بتفان وإخلاص، وكانت له بصمة خيّرة في العمل الإنساني، واتضح ذلك في حراكه الفاعل في هذا المجال منذ أن التحق بجمعية الهلال الأحمر في الصومال .